التعليم في العراق الى اين؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التعليم في العراق الى اين؟

لقد كان العراق قبيل سنوات مضت من الدول التي صنفتها منظمة اليونسكو من الدول الخالية من الأمية وأن أكثر المواطنين فيه يقرؤون ويكتبون بسبب حملة مكافحة الأمية التي انطلقت من أواخر السبعينيات من القرن الماضي وانتهت الحملة في الثمانينيات من القرن الماضي، وبوصف العراق بلداً خالياً من الأمية, ومما ساعد في الحد من الأمية هو مجانية التعليم في العراق ابتداء من التعليم الابتدائي ووصولاً إلى أعلى المستويات الدراسية في التعليم وشهادات الماجستير وغيرها.

ولقد نص الدستور العراقي المؤقت لعام 1970م على أن الدولة تضمن حق التعليم المجاني في جميع المستويات ـ الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي ـ لجميع المواطنين وهذا كان عاملاً رئيسياً وكبيراً لإتاحة الفرصة لأبناء العراق للحصول على أعلى الشهادات، والأمر لم يكن مقتصراً على العراقيين فحسب إنما التعليم كان مجانياً ومتاحاً لكل عربي يريد أن يدرس في العراق.

إن عملية التعليم في العراق تدار من قبل وزارتي التربية ووزارة التعليم العالي وحسب تقرير اليونسكو، أن العراق في فترة ما قبل حرب الخليج الأولى عام 1991 ميلادية كان يمتلك نظاماً تعليمياً يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة, وكانت تقدر نسبة المسجلين في التعليم الابتدائي بما تقارب الـ 100%، وهي نسبة عالية للقادرين على القراءة والكتابة، وكان النظام التعليمي في العراق يضم ما يقارب الـ 6 ملايين تلميذ ما بين فترة الحضانة حتى الدرجة الـ 12, إضافة إلى ما يقارب الـ300.000 معلم و إداري.

تدهور التعليم في العراق بعد حرب الخليج الأولى عام 1990

تدهور وضع التعليم في العراق ما بعد فترة حرب الخليج الأولى, فلقد قلت نسبة المشاركين في منظومة التعليم, كذلك قلة نسبة الدعم الحكومي لهذا القطاع. ونظراً لتلك الأسباب توجَّه العديد من الأطفال العراقيين إلى مجال العمل, وبدأ واقع التعليم في العراق ينحدر تدريجياً بعد حرب الخليج الأولى والحصار الذي عانى منه العراقيون وليست الحكومة, مما اضطر الكثير من العائلات أن تشعر أنه لا فائدة من التعليم بسبب قلة الرواتب التي كانت تمنح آنذاك لحملة الشهادات، ما دفع الكثير من الطلاب العراقيين إلى التسرب من المدارس والجامعات, وزاد الأمر سوءاً بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية المحتلة في أبريل 2003 ولقد تسبب ذلك في تدمير 80% من المنشآت التعليمية في العراق بل وانهيار العملية التعليمية في العراق بعد سيطرة المحتل وسيطرة الأحزاب والمليشيات الطائفية على مسار العملية التعليمية في العراق، وكان من نتاج ذلك زيادة نسب الأمية وتفشيها في المجتمع العراقي وعند مقارنتها بالمعدل العالمي البالغ 20% بلغت مستوياتها60% وأن نسبة الدوام الدراسي للطلبة المسجلين يبلغ 55 %، وأن 74 % فقط من الذين تراوح أعمارهم بين 15 و 24 قادرون على القراءة والكتابة فقط, وبات التعليم المجاني الحر في خبر كان عبر الرسوم التعجيزية على كل المستويات ابتداء من الكليات والمدارس المسائية. وبينما كانت الكتب والقرطاسية توزع مجاناً أصبح على الطلبة دفع ثمنها اليوم. وتشكل المصاريف الجديدة عبئاً ثقيلا على أكتاف الفقراء والمعدمين. إضافة إلى أن الوضع الأمني المتدهور في العراق أسهم بشكل كبير في تدهور العملية التعليمية في العراق، فلقد أدى الوضع الأمني المتدهور وعمليات القتل والخطف إلى قيام المواطنين بمنع أولادهم وبناتهم من مواصلة التعليم خصوصاً بعد انتشار عصابات الخطف التي تطالب بالفدية من الأهل إذا كان المخطوف ذكراً أو الخطف والاغتصاب إذا كانت المخطوفة أنثى. ووفقاً لإحصائيات وزارة التربية والتعليم فقد قتل أكثر من 500مدرس وجرح الكثير (يعدون بالآلاف) وهذه هي النسب المعلنة أما الأعداد الحقيقية فهي أكثر بكثير من ذلك.

إن تدهور الوضع الأمني كان يمنع الكثير من الطلاب من الحضور للمدارس وأحياناً عندما تزداد العمليات العسكرية والتدهور الأمني الذي يؤدي إلى توقف الدوام في المدارس لعدة أيام بسبب حظر التجوال الذي قد يستمر أياماً وتتكرر عمليات حظر التجوال مرات عديدة في السنة ما يؤدي إلى انتهاء الموسم الدراسي ولم يتم إكمال المناهج المدرسية المفروض إكمالها نهاية السنة الدراسية.

تغيير مناهج التدريس في العراق بعد الاحتلال الأمريكي

وزاد من أمر انهيار العملية التعليمية في العراق أنه تم التخطيط إلى تغيير المناهج الدراسية في العراق، فقد سعت الحكومة الأمريكية - بالتعاون مع بعض العراقيين المغتربين - إلى تغيير المناهج التعليمية في العراق على غرار ما قامت به الحكومة الأمريكية في أفغانستان، ورصدت مبلغ 65 مليون دولار لتقدمها كعقود لمؤسسات سوف تعمل على تغيير هذه المناهج، ومن بينها منظمات أمريكية أشرفت على صياغة مناهج تعليمية جديدة للمدارس في أفغانستان, وبالفعل تم تغيير الكثير من المناهج الدراسية في العراق وحذف الكثير من المناهج الدراسية والقيم والمبادئ الإسلامية بل تم إدخال الكثير من الأمور المحرفة عن الدين في هذه المناهج ولم تضف المناهج الجديدة أي شيء يمكن أن تطور به العملية والمناهج التعليمية في العراق، ولقد تراجع مستوى التعليم بشكل كبير ليس لهذا السبب فقط بل, وبسبب سيطرة بعض الأحزاب الطائفية على بعض المؤسسات التعليمية في العراق وخاصة وزارة التربية فكان سبباً في ظلم أبناء محافظات ومناطق لا ينتمون إلى الطائفة المهيمنة على وزارة التربية وهذا كان سبباً في أن مدارس تلك المناطق يتعرض طلابها إلى الظلم في التصحيح خاصة في الامتحانات الوزارية ويأتون بعلامات تؤدي بهم إلى الرسوب نتيجة للظلم في التصحيح للدفاتر الامتحانية وليس ذلك فقط فمنذ احتلال العراق من عام 2003 كانت المحافظات الجنوبية هي المحافظات التي تحصل على المراتب الأولى بالتفوق الدراسي للسبب المذكور وأيضا يتم تسريب الأسئلة إليها لأن المسيطرين على وزارة التربية هم من طائفة المحافظات الجنوبية. وهكذا تجد أن أبناء الكثير من العراقيين يفقدون مستقبلهم الدراسي بسبب هذه السيطرة الطائفية على زمام التعليم في وزارة التربية، ولقد كانت نسب النجاح في منطقة الأعظمية لهذه السنة 2008 نسبة ضعيفة جدا، فقد رسب أغلب الطلاب ومن نجح منهم لا يمكنه بعلاماته التي حصل عليها أن يدخل أي جامعة من جامعات العراق، لأن اللجان الوزارية المشرفة على التصحيح عمدت إلى إعطاء الدفاتر التي تخص طلبة منطقة الأعظمية علامات ضعيفة أدت إلى رسوبهم أو نجاحهم بعلامات ضعيفة جدا ولم تكن هناك نتائج مجدية حتى بعد الاعتراض الذي قدمه الطلاب لوزارة التربية، وأن الجامعات الجيدة كانت من نصيب طلاب قد لا يستحقون العلامات التي حصلوا عليها، لأن اللجان الامتحانية الطائفية في وزارة التربية ساعدتهم في التصحيح الوزاري ولم يقتصر الأمر على هذه السنة الدراسية بل إن في العام الماضي تم حجب نتائج الكثير من أبناء مناطق بغداد بحجة تسرب الأسئلة وانتشار عمليات الغش بين الطلاب، ولكن في الحقيقة إن الدافع وراء ذلك أن هؤلاء الطلاب هم من مذهب آخر لا يروق لمسؤولي وزارة التربية القائمة الآن في العراق.

تسرب نسب كبيرة من الطلاب من المدارس

إن واقع التعليم في عراق اليوم أصبح يمر بمنحى خطير ومؤلم أدى إلى تسرب الكثير من الطلاب الدارسين أو تدني مستواهم الدراسي وقد وصل عدد الأطفال المتسربين من المدارس أو الذين لا يستطيعون إكمال دراستهم إلى 800 ألف طفل عراقي عام 2007 بعد أن كان عددهم 60 ألف طفل عراقي لا يحصل على التعليم سنة 2004 وهذه نسبة كبيرة بل وكبيرة جداً على المجتمع العراقي الذي كان إلى عهد قريب مجتمعاً خالياً من الأمية وأكثر أبنائه متعلمون وعلى مستوى عال من التعليم وكل ذلك بفعل ما حلَّ بالمجتمع العراقي من جراء احتلال العراق على يد القوات الأمريكية المحتلة.

dmtm

♥علاء العراقي♥

مدير معهد ديالى التطويري

يعطيك الف عافيه ع الطرح

مشكور ...علاء ...
التعليم في العراق الى اين؟ Images?q=tbn:ANd9GcQePJY9HOGy3Etqt3LhgNMolV557GlZJx29QcfRpW-o0vCb08IuMA&t=1

مشكوووووووووووور يا مبدع

» التعليم عن بعد
» بحث عن التعليم النشط في مصر
» شمال العراق وجمال الطبيعة
» هدف العراق الاول على الامارات تصفيات سيؤول 88
» نتائج الثالث متوسط 2011 والخارجي في العراق